التوحيد
صفحة 1 من اصل 1
التوحيد
التوحيد
التوحيد في اللغة : مصدر للفعل ( وحَّد ، يوحِّد ) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته
وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له
فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية
عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض
والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم
فلو قلت مثلاً((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به
لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت ((لا قائم)) فقد نفيت نفياً محضاً
ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: ((لا قائم إلا زيد)) فحينئذٍ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث
نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع
أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .
وانواع التوحيد كما ذكره اهل العلم ثلاثة
1- توحيد الربوبية
2- توحيد الالوهية
3- توحيد الاسماء والصفات
وقسم التوحيد العلماء الى ثلاثة اقسام بعد بالتتبع والاستقراء والنظر بالايات والاحاديث
الدله على ذلك
فائدة
وبهذا نرد على اهل البدع الذين يزعمون ان اهل السنة قسموا التوحيد
الى اقسام لم تكن موجوده في زمن ارسول صلى الله عليه وسلم
وانواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها تدخل في تعريف عام
وهو افراد الله بما يختص به
واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد ) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة .
فمن ذلك :
قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ... الخ السورة )
وقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ )
فالمقصود بالتوحيد في هذه النصوص كلها هو تحقيق معنى شهادة
( أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله )
الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه
وسلم بدليل وقوع هذه الكلمات و المصطلحات مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ :
" إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ "
انواع التوحيد مع التوضيح والامثله
- توحيد الربوبية
وهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير
وتفصيل ذلك
أولاً: بالنسبة لإفراد الله –تعالى- بالخلق: فالله تعالى وحده هو الخالق لا خالق سواه
قال الله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)
فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدره تقديراً، وخلقه يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضاً، ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى خالقاً لأفعال العباد كما قال الله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)
ثانياً: إفراد الله –تعالى- بالملك فالله تعالى وحده هو المالك كما قال الله تعالى:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله –سبحانه وتعالى- وحده،
ونسبة الملك إلى غيره نسبة إضافية فقد أثبت الله –عز وجل- لغيره الملك كما في
قوله تعالى: (أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ) وقوله: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن لغير الله تعالى ملكاً، لكن هذا الملك ليس
كملك الله –عز وجل- فهو ملك قاصر، وملك مقيد،
ثالثاً: التدبير، فالله –عز وجل- منفرد بالتدبير فهو الذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض
كما قال الله –سبحانه وتعالى-: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء . والتدبير الذي يكون لبعض
المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانه وخدمه وما أشبه ذلك هو تدبير ضيق محدود
ومقيد غير مطلق،
التوحيد في اللغة : مصدر للفعل ( وحَّد ، يوحِّد ) توحيدا فهو موحِّد إذا نسب إلى الله الوحدانية ووصفه بالانفراد عما يشاركه أو يشابهه في ذاته أو صفاته
وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له
فمثلاً نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية
عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض
والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم
فلو قلت مثلاً((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به
لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت ((لا قائم)) فقد نفيت نفياً محضاً
ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: ((لا قائم إلا زيد)) فحينئذٍ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث
نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع
أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .
وانواع التوحيد كما ذكره اهل العلم ثلاثة
1- توحيد الربوبية
2- توحيد الالوهية
3- توحيد الاسماء والصفات
وقسم التوحيد العلماء الى ثلاثة اقسام بعد بالتتبع والاستقراء والنظر بالايات والاحاديث
الدله على ذلك
فائدة
وبهذا نرد على اهل البدع الذين يزعمون ان اهل السنة قسموا التوحيد
الى اقسام لم تكن موجوده في زمن ارسول صلى الله عليه وسلم
وانواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها تدخل في تعريف عام
وهو افراد الله بما يختص به
واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد ) أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى ثابت مستعمل في الكتاب والسنة .
فمن ذلك :
قوله تعالى : ( قل هو الله أحد ... الخ السورة )
وقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ : عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ )
فالمقصود بالتوحيد في هذه النصوص كلها هو تحقيق معنى شهادة
( أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله )
الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه
وسلم بدليل وقوع هذه الكلمات و المصطلحات مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ :
" إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ "
انواع التوحيد مع التوضيح والامثله
- توحيد الربوبية
وهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير
وتفصيل ذلك
أولاً: بالنسبة لإفراد الله –تعالى- بالخلق: فالله تعالى وحده هو الخالق لا خالق سواه
قال الله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)
فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدره تقديراً، وخلقه يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضاً، ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى خالقاً لأفعال العباد كما قال الله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)
ثانياً: إفراد الله –تعالى- بالملك فالله تعالى وحده هو المالك كما قال الله تعالى:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله –سبحانه وتعالى- وحده،
ونسبة الملك إلى غيره نسبة إضافية فقد أثبت الله –عز وجل- لغيره الملك كما في
قوله تعالى: (أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ) وقوله: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن لغير الله تعالى ملكاً، لكن هذا الملك ليس
كملك الله –عز وجل- فهو ملك قاصر، وملك مقيد،
ثالثاً: التدبير، فالله –عز وجل- منفرد بالتدبير فهو الذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض
كما قال الله –سبحانه وتعالى-: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء . والتدبير الذي يكون لبعض
المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانه وخدمه وما أشبه ذلك هو تدبير ضيق محدود
ومقيد غير مطلق،
رد: التوحيد
- النوع الثاني: توحيد الألوهية
تعريفه // ((إفراد الله –سبحانه وتعالى- بالعبادة))
بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله
و توحيد الألوهية- بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله –سبحانه وتعالى-
لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين،
لأن العبادة لا تصح إلا لله
فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراً كاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب
إلى القبر فيعبد صاحبه، أو ينذر له قرباناً يتقرب به هل إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في
النار، قال الله –تبارك وتعالى-:
(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله –عز وجل- أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، واستحل دماءهم، وأموالهم، وسبى نساءهم وذريتهم، وغنم أرضهم كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال .
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات،
وهو ((إفراد الله –سبحانه وتعالى- بما سمى الله به نفسه ، ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل)) .
فلا بد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه
على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل، وهذا النوع من أنواع
التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة
الذين ينتسبون للإسلام على أوجه شتى منهم من غلا في النفي والتنزيه
غلواً يخرج به من الإسلام، ومنهم متوسط، ومنهم قريب من أهل السنة
مثال ذلك:
أن الله –سبحانه وتعالى- سمى نفسه بالحي القيوم فيجب علينا أن نؤمن بأن الحي اسم من أسماء الله تعالى ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء
مثال آخر:
قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)
. فهنا قال الله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)
فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط، وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله
تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً،
ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيف تلك اليدين، ولا أن نمثلهما بأيدي المخلوقين،
لأن الله –سبحانه وتعالى- يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
تعريفه // ((إفراد الله –سبحانه وتعالى- بالعبادة))
بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله
و توحيد الألوهية- بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله –سبحانه وتعالى-
لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين،
لأن العبادة لا تصح إلا لله
فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراً كاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب
إلى القبر فيعبد صاحبه، أو ينذر له قرباناً يتقرب به هل إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في
النار، قال الله –تبارك وتعالى-:
(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله –عز وجل- أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، واستحل دماءهم، وأموالهم، وسبى نساءهم وذريتهم، وغنم أرضهم كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال .
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات،
وهو ((إفراد الله –سبحانه وتعالى- بما سمى الله به نفسه ، ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل)) .
فلا بد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه
على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل، وهذا النوع من أنواع
التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة
الذين ينتسبون للإسلام على أوجه شتى منهم من غلا في النفي والتنزيه
غلواً يخرج به من الإسلام، ومنهم متوسط، ومنهم قريب من أهل السنة
مثال ذلك:
أن الله –سبحانه وتعالى- سمى نفسه بالحي القيوم فيجب علينا أن نؤمن بأن الحي اسم من أسماء الله تعالى ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء
مثال آخر:
قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)
. فهنا قال الله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)
فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط، وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله
تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً،
ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيف تلك اليدين، ولا أن نمثلهما بأيدي المخلوقين،
لأن الله –سبحانه وتعالى- يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى